[center]
لن أسترسل مع تأملاتي، ولكنني أضع رسالتك تحت أعين القراء الأعزاء، ومنهم وفينا "جهابذة" تتعالى أصواتهم بين الحين والآخر ليشيروا -لا فض فوهم- على المهاجرين العرب والمسلمين إلى أقطار الصقيع والشتات والغربة هنا وهناك، بالعودة إلى "ديار الإسلام" فرارا بدينهم من بلاد الكفر، وبعضهم إنما خرج من بلده فارا بدينه إلى بلدان فيها حد أدنى من احترام شيء اسمه "القانون"، وشيء آخر اسمه "الإنسان"، وقيمة مهدرة عندنا -هي فتاة أحلام كل مناضل- اسمها الحرية، ومطلب أساسي وبسيط اسمه "الآدمية"!.
تحياتي للجهابذة هداني الله وإياهم، وأعود إليك لأقول: يا أخي، هون عليك فقد أوشك ظلام الليل أن يزول، وفجر الحرية قادم طالع من البيوت، ومن المصانع، والمدارس والمزارع، وعندي أمل أن الغد أفضل من اليوم، لكن السؤال هو كيف نجتهد في التعجيل بالتغيير لنعيش في أوطاننا موفوري العزة والكرامة كما يريد لنا خالقنا عز وجل؟ الطواغيت يتساقطون، ومستقبل آخر يولد في مخاض عسير بين النار والدواء والأشلاء، وأدعو الله أن يشهد القرن الحادي والعشرون عالما عربيا مختلفا عما نراه، والله معنا جميعا.
حتى يحدث هذا فإنك تحتاج إلى دعم نفسي يعالج آثار ما حدث لك ولأسرتك، وما يسيطر على نفسك ومشاعرك من أعراض "اكتئابية" مفهومة على خلفية ما تعرضت له من مآسٍ جعلها الله في ميزان حسناتك، وحشرك مع أهل البلاء يوم القيامة، أولئك الذين يحسدهم أهل العافية في الدنيا حين يرون ما ينزل بهم من فضل الله سبحانه يوم القيامة.
ما نزل بوالدك رحمه الله، وما نزل بك وبأسرتك هو من ثمن العزة والحرية الآتية لا ريب، وقد لا يعرف أبوك، ولا تمنحك جهة ما "نوط شرف" أو "قلادة تكريم"، ولكن الله سيلبسه –إن شاء الله- تاج الفخار فوق رؤوس الأشهاد يوم القيامة حشرنا الله معه ومع الصديقين النبيين، ويومئذ يفرح المؤمنون، وسيقولون يومئذ لك ولأسرتك: "هنيئا لكم بما أسلفتم في الأيام الخالية، ذلك اليوم الحق، فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا، وقد فعل والدك فلا تندم أنت على ذلك، ولا تبتئس".
اليوم أنت تحتاج إلى دعم نفسي واجتماعي قد تتلقاه من متخصص، وقد تتلقى بعضه من المحيطين بك، وقد تفكر مثل غيرك وأمثالك في الخروج من بلدك إلى العالم الفسيح بحثا عن حياة أكثر فرصا وآدمية، مع الأخذ في الاعتبار أن بلدان الغربة ليست جنة الله في أرضه، ولكن فيها أيضا مشكلات وسلبيات، ليس هذا مجال الخوض فيها، وفي كل الأحوال يلزمك ترتيب نفسك وبيتك وأحوالك.
وأنت لم تذكر معلومات واضحة عن دراستك أو عملك، والزواج يفيدك فقط إذا كان يضيف إليك وضعا اجتماعيا أو عصبة عائلية تضمك في جوارها، وتكون أساسا أو منطلقا لعمل أو تجارة أو ما شابه، إذا لم يكن لديك وظيفة أو أملاك أو... إلخ.
وإن كانت نفسيتك منهارة نتيجة لظروفك، فماذا عساك أن تعطي في إطار علاقة زوجية؟ إلا أن تكون زوجتك وأهلها على علم بظروفك ويقبلون بها، وعلى استعداد لدعمك فيها؟
على كل حال كن على صلة بنا لنفكر معا في شئونك، ولا تخزن فالصبح قريب، وبين الهزيمة والنصر صبر ساعة كما كان العرب يقولون، ولعنة الله على الظالمين
مشكله نقلتها لكم للاستفاده شاركونا بآرائكم