فيغاروا وقناعات زينجا
ساهم عدم مشاركة مدرب النصر السابق الأورجواني ديسلفا في اختيار اللاعبين الأجانب الذين جاؤوا بتوصية الأرجنتيني باوزا قبل اعتذاره عن الاستمرار موسما آخر صيف العام الماضي في تقليل فرص استفادة الفريق (الأصفر) من العنصر الأجنبي بالدرجة المأمولة، وكان له دور واضح في فقدان بطولتي الخليج للأندية والخروج من كأس خادم الحرمين الشريفين؛ فضلا عن دوري المحترفين الذي لعب فيه مباريات حساسة عدة بأجنبيين اثنين في وقت يستفيد فيه المنافسون من العناصر الأربعة المتاحة، وإذا كنا نشيد بعمل الإدارة النصراوية في سنة التكليف الأولى والمركز المتقدم الذي بلغه في الدوري، وحضوره الجيد في كأس الأبطال، والتطور الحاصل في شخصية الفريق، والتغير الإيجابي في الشكل العام الذي بات عليه؛ فإن ذلك لا يمنع من الإشارة إلى التعامل غير المثالي مع وضع الأجانب في فترة التسجيل الثانية؛ خصوصا بعدم اتخاذ إجراء حول الكوري لي شن سو بإلغاء عقده والتعاقد مع بديل مناسب يصنع إضافة في مراحل الحسم.
أؤيد أن يكون انتقاء اللاعبين الأجانب مشفوعا برأي الجهاز الفني الذي يفترض أن يكون قد اختير بقناعة تامة، لكن شريطة أن تكون الأسماء المطروحة ذات سيرة ذاتية طيبة، لا يشوبها شكوك حول إصابة، أو عدم جاهزية لأي سبب من الأسباب في زمن لم يعد فيه مجال للتجارب، وعصر مختلف يشهد سباقا محموما بين الأندية في وقت باكر لتدعيم صفوفها بأبرز اللاعبين المحليين والأجانب.
ثمار سنة التكليف كانت مرضية جدا، والطموح اليوم بات مختلفا، وجماهير النصر التي صبرت في السنين العجاف، وصفقت وهي ترى فريقه الجديد رغم الخسارة يقدم عروضا جميلة جعلته طرفا ثابتا في معظم المباريات الجميلة الموسم المنصرم تنتظر عملا أكثر دقة واحترافية في أمور عدة أبرزها اللاعب الأجنبي، وأظن أن الإدارة في ورطة مع صانع الألعاب الارجنتيني فيكتور فيغاروا الذي يرى المدرب الإيطالي زينجا أفضلية أن يشمله التغيير وهو الذي يعد واحدا من أبرز الأجانب صانعي التأثير في فرقهم، فقد سجل 14 هدفا وكان وراء صناعة معظم الأهداف، وغيَّر مفهوم الكرات الثابتة في النصر، وأعتقد أن إلغاء عقده الممتد عامين مقبلين مجازفة كبيرة في ظل عدم وضوح الرؤية حول التعامل مع هذا الملف الذي بدأ يتعقد في الفترة الأخيرة، وإذا كانت إدارة النصر قد أقنعت ديسلفا بتغيير المدافع البرازيلي إدير منتصف الموسم الماضي، فمن الأهمية بمكان الجلوس مع زينجا وإقناعه هو الآخر بأهمية فيغاروا، النجم الذي لم يتجاوز ال 25 من العمر، والرائع سلوكه وأخلاقه وعلاقاته الطيبة مع زملائه بابتسامته التي لا تفارقه؛ فضلا عن انضباطه الذي أبقاه في الرياض منذ بداية معسكر الإعداد وحتى آخر مباراة في كأس الأبطال، بل إن انضباطه بلغ الدرجة التي كان فيها أول الحاضرين للتدريب في يوم أجرت فيه زوجته عملية جراحية.