عندما يغيب القمر
وتتناثر النجوم في كبد السماء
ويتضاءل فتيلها بين لحظة وأخرى
وخفقة ونظرة
وتتلبد الأجواء بغياهب السواد
ويسدل الليل ستائر عباءته
على سكون الكائنات ..
ويظل القمر وحيــدا ً
خلف أقنعة السواد
في ليلة حالكةً موحشةً قفراء
من العواطف جرداء..
تعصف رياح الجفاء..
من كل حدب وإلي كل صوب
فلا تجد في طريقها سوى رمال عاجفة مدببة صمــاء
تذرى في كل فنايا الأرض
وكل أمر اعتقدته بحياتي متلازم فرض
وقلبي خاويا على عروشه
لأنك رحلتي من ساحاته
وجسدي ذابلا عوده
لأنك قطعت الماء عنه
ووجدي نابضا معينه
لأنك لم تعينيه على حبك..
أرقب قمري عل نوره الذهبي
يعتق ويسري إلي ذاتي
ويرسل أشعته السرمدية
لتهب العطاء للبشرية
وتعتقني من سجني النفسي
لرحاب أوسع
ومجال أروع
وحب في ذاتك متقوقع..
فأرى القمر على هيأته
وأرى النور على حقيقته
وأراك بين يدي
وأمام لمح عيني
وتحت بؤرة ناظري
ولا تفارقيني
إلا يديك في يميني
وتعطيني حبا يعصفني بثقافته
ويجتثني بعفويته
ويسرقني بتجدده
ولا أراني إلا معك ..
بين مقطوعة لحنك
وسيمفونية بقائك
وعشقك الأبدي
وبين جمل كتابك الذي تقرئين
وبين تصاميم فستانك الذي تلبسين
وبين وبينك
تجديني أحبك
و أسعى لحبك
و أتفنن لتذوق قلبك
و أرسمك في كل مكان وكل زمان
حتى على الجدران
تجديني أخطك كالأطفال
و أعشقك و أزود عن هواك كالرجال..
فهل المعنى أكتمل
وهل بدرى أكتمل
وهل هواي لقلب فتاتي
حط رحاله ومتاعه ووصل
فليت هذا يحدث
لتكتمل اللوحة
ولا تسقط الصورة من ريشة الرسام
وعندها لن يغيب القمر
وستظل ذكراه محفورة متمكنة
وأمل بزوغه مسألة وقت آتية جارية..
ولو طــال الزمان أو قصر
فحبك يا قمري بقلبي مزدهر