هل هي بداية النهاية لهواتف بلاك بيري؟
يشكل جهاز البلاك بيري (Blackberry) ما نسبتة 20% من سوق الهواتف الذكية في العالم ويشكل عدد السعوديين المستخدمين لهذا الجهاز ما يقارب الـ 700 الف شخص إن لم يكن أكثر حيث يكمن الهدف الرئيسي من شراء هذا الجهاز هو توفر خدمة تمكن مجموعة من الأشخاص من التواصل مع بعضهم البعض تحت مسمى بلاك بيري ماسنجر. قبل عدة أشهر أحدثت هيئة الاتصالات السعودية زوبعة بخصوص إيقاف خدمة البلاك بيري في السعودية ولكن يبدوا أن القوى والمصالح المالية لشركات الاتصالات أوقفت تلك المحاولات او بالأحرى أجلت العمل بها إلى وقت غير مسمى.
ظهرت المشكلة هذة الأيام للسطح من جديد حيث عقدت دولة الإمارات نيتها بإيقاف الخدمة ووضعت تاريخ معين لإيقافها نهائيا وهو تاريخ الحادي عشر من اكتوبر لعام 2010 ولم تستطع هيئة الاتصالات السعودية تحديده وبالتالي ظهرت إشاعات لاندري عن صحتها فيما يتعلق بإيقاف الخدمة في السعودية حيث أصبح هناك جهات تنفي والأخرى تأكد وأصبح المستخدم بين مطرقتي سندان.
مالا يعرفة الكثير هو ان هناك بعض الدول بما فيها أمريكا لديها صلاحيات وشروط على خدمة البلاك بيري من ناحية المراقبة وتحقيق السيادة السياسية والإجتماعية وأرغمت تلك الدول الشركة المنتجة للبلاك بيري المسماة(Research in Motion)للإذعان الى شروطها وتحقيقها بالكامل وفي الإتجاه المعاكس نشاهد رفض تلك الشركة التعامل مع دول الخليج والسبب مجهول حتى الآن!!.
ربما يتبادر الى ذهنك سؤال وهو لماذا تطلب دول الخليج صلاحيات على خدمة البلاك بيري؟
التحكم في اي تقنية هو مطلب أساسي لأي دولة حتى تكون مسيطرة على مايطرأ عليها وحتى تكون قادرة على مراقبة الأمور المشبوهة في تلك التقنية وتعقب المطلوبين المستخدمين لتلك التقنية في تلك الدولة. ولكن مع خدمة البلاك بيري فان ذلك غير ممكن ولذلك شرعت دول الخليج لمحاولة إيقاف الخدمة حفاظا على سيادتها الدولية والداخلية ومنعا منها لإستخدام الخدمة فيما يضر مصالحها. قد لايعلم الكثيرون ان المحادثات التي تتداول عبر ماسنجر البلاك بيري هي من أسرار الدولة الاجتماعية ولذلك ليس لأي دولة أخرى أحقية في معرفة مايدرو في ثنايا مجتمعنا من أمور قد تستخدمها لصالحها سواء للتأثير اجتماعيا او سياسيا.
ربما يطرأ أيضا سؤال اخر وهو ماذا عن شركات البريد الالكتروني مثل الهوتميل والياهو وغيرها؟ هل هي تحت المراقبة؟
الجواب هو ان هناك تعاون كامل من تلك الجهات في حال أرادت إحدى دول الخليج بعض المعلومات عن مستخدمين مشبوهين وحتى تعلم اكثر عزيزي القارئ ان محادثات ماسنجر الهوتميل والياهو تسجل تلقائيا في سيرفراتهم ويمكن الرجوع إليها في اي وقت.
جميع الدول بما فيها أمريكا التي تدعي الديمقراطية تقوم بمراقبة كل مايتعلق بمواطنيها بدء بالمكالمات الهاتفية الى البريد الالكتروني ورسائل الجوال كل ذلك لتحقيق الأمن الوطني لمواطنيها من الأيدي العابثة ولنا في الأحداث الإرهابية أكبر عبره حيث ان المعلومات الإستخباراتية كانت السبب الأول للإمساك بهم والإطاحة بمخططاتهم الإرهابية.