كيف لا أحزن و الليل أصبح نهار ..؟
و الجار هجر الجار
و الطير من عشه طار
و الحليم بحالي حار
و فاتني و سبقني القطار
و اخترق قلبي ألف مسمار
و جسدي من الحمى أصبح نار
و المسلم بعهده أصبح من الكفار ...
كيف لا أحزن و الحزن يستمد حزنه مني ..؟
و القدر يتعلم القدرة مني
و الصبر يتعلم الصبر مني
و القلب يتعلم الحب مني
و الوفاء يتعلم الوفاء مني
و الحبيب يتعلم الحب مني
و الذكي يتعلم الذكاء مني
و الغبي يتعلم الغباء مني
و المخدوع يتعلم الخداع مني
و الناسي يتعلم النسيان مني
و المتذكر يتعلم التذكر مني
و الحياة تتعلم الحياة مني
و الفناء يتعلم الفناء مني
و مني لا تتعلم مني ...
كيف لا أحزن و الأصدقاء رحلوا ..؟
و تخلوا
و هجروا
و نسوا
و تناسوا
و خدعوا
و غدروا
و خانوا
و بقيت وحيدا أقول يا ليتهم ما كانوا ...
كيف لا أحزن و الحقيقة مكذوبة ..؟
و الهدية مردودة
و البسمة مسلوبة
و الحقيقة محدودة
و الأحبة محجوبة
و القلوب مقلوبة
و الأعناق مشدودة
و الشرايين مشوبة
و الدماء مجرودة
و الحياة ... مسبوبة ...
كيف لا
احزن ياترى
قالوها كثيرا كثيرا
وكنت اقول لهم سارى
تمر الايام وانا على حالي
فيسخرون من تعلقي بماض قد جرى
كيف لا أحزن و قد منحت حياتي ..؟
و نبضاتي
و دقاتي
و آهاتي
دمعاتي
و عبراتي
و عباراتي
وقصيداتي
و معاهداتي
لمن تخلى عنها بسرعة المماتي ...
كيف لا أحزن و قد تحطمت أحلامي ..؟
و تكسرت أقلامي
و تناثرت أجرامي
و تدفقت آلآمي
و تشتت أمامي
و تكررت أسقامي
و تقطعت أنغامي ...
كيف لا أحزن و الشمس غابت ..؟
و الشموع ذابت
و الأقدار لانت
و النهاية حانت
و البداية كانت
و الطريق ضاعت
و العودة إستحالت
و الحياة ماتت ...
كيف لا أحزن و الحبيب باع ..؟
و العمر ضاع
و القلب جاع
و الجسد إرتاع
و النوم كيل بالصاع
و القبر بالمزاد أصبح يُباع ...
كيف لا أحزن و قد أصبحت موزع للجراح ..؟
في الليل و في الصباح
كأنني في الظلام مصباح
و لأبواب الحزن مفتاح
و بعد التعثر أكون صاح
و عند النهوض أقول يا فتّاح
إلى متى ... إلى متى تغمرني الجراااااااح ...؟!
كيف لا أحزن وقد نفذ صبري ..؟
و حارت الكلمات بشعري
و أعلنت نهاية قدري
و عرّيت للسيف صدري
و انتحلت شخصية غيري
لعل الحظ إذا انتحلت عليّ يجري
فأخفقت فرضيت بأمري
كيف لا أحزن و قد انفجر الوريد ..؟
أحزاني في كل يوم جديد
ذكريات تفلّ الحديد
أيام كانت من الوعيد
بيوت ...
شوارع ...
أشجار ...
أرصفة ...
سيارات ...
أرمقها من بعيد
تسألني نفسي ...
إلى متى ستبقى وحيد ..؟
إلى متى خفقان قلبك الشديد ..؟
إلى متى ستبقى صاحب التندهد..؟
إلى متى الوفاء يا صاحب الدماغ العنيد..؟
كيف لا أحزن وقد سقطت آخر ورقة خريف ..؟
و قصائدي أصبحت رهينة التحريف
هذا يمحو أُسماً و آخر يضيف
لا تظنون بأني ضعيف
و لكن الوحدة تخيف
تجعلك تصطنع التخاريف
تجعلك تجلس على جنبات الرصيف
تسأل.... أليس هناك رغيف ..!!!
كيف لا أحزن و قد حلّ الخراب ..؟
و رحل الأحباب
و بقي بعض الأصحاب
و أُقفل الباب
فليس هناك إياب
و سكنت أعالي الهضاب
كلماتي طعامي ... و دموعي الشراب
و وسادتي قصيدتي ... و رأسي الماضي ... و المستقبل الجراب
و قلبي نبضاته ... أحبكم
يا احباب
كيف لا أحزن و السيف مسموم ..؟
حين تلقاه صدري المحروم
فلا نجاة من جرحي المزعوم
هذا قدري و لست عليه ملوم
أن أحيا بعيداً قرُب النجوم
تحميني من البشر تلك الغيوم
فأنا من كل البشر مظلوم
كرهت العيش في طريقهم المرسوم
سأرسم طريقي بنفسي من اليوم ...
كيف لا أحزن و قد اتخذوا الشيطان قرين ..؟
يخدعهم
يستغلهم
يكذب عليهم
يوسوس لهم
يُزين لهم أفعالهم
في كل حين ...
أسأل ...... أين اليقين ...؟
فلا أجد سوى الغدر الدفين
من تلك النفس
و الروح
و الجسد
و القدر
و الحب
و العشق
و الوله
لا تستديري يا عين
لا تبحثي عن أحد
فالمكان غير صالح لعيش الآدميين ...
فليس هنا غير..
الوحوش
و الأشباح
و الأشجار
و الرمال
و الرياح
و الجماد
و القوارض
و . و . و . و
و هذا البيت المهجور
الذي يسكنه ذلك النحيل
الباكي
الجائع
المتعطش
لكأس الحنين ...
ذلك المنحني
المتقوقع
المضجع
على ذكرياته
على أوجاعه
على كلماته
{كلمات عشتها بحلوها ومرها راقت لي فنقلتها لكم}