يوم أقبلت مولاتي
دخل الفجر غرفة أمنياتي
ليفتح نافذة شمس حياتي
ضياء نورها آية من عجائب الآيات
فكيف أفصل النور من النور
من حسن خلقها
تكاد قطرات الماء تخدش جسدها
و لو تحسست نعومته
لعلمت أن للحرير خشونة
و لو سرقت النظر من عينيها
لرأيت قمرا يطلع في سمائهما
لابتسامتها تنفس الصبح
و على ألحان صوتها رقصت الخيول
و من شذى عطرها خجل الزهر
يوم أقبلت مولاتي
انتعشت حياتي
غنى لها قلبي المشتاق
و تراقصت كلماتي
على منصة الأوراق
لو رآها السكران... من سكرته فاق
و لو سمع صوتها المجنون
لصار من الشعراء العشاق
عفويتها تحتضنك دون عناق
من عرفها يطلب الموت بدل الفراق
و من لمسته لا ينفع معه لا دواء و لا ترياق
هي كالحور
و بعينيها بحور
و وجهها يشع بالنور
يوم أقبلت مولاتي
تخليت عن تاريخ من الأحزان و الأوجاع
و صار صبري على غيابها صعب
و صبري على حضورها أصعب
و قلبي من نبضه لها تعجب
و عقلي للجنون اصطحب
يوم أقبلت مولاتي
حلمت أني أحبها
أنها أدخلتني بهدوء
في مدينة الإحساس الجميل
حلمت أنها لوحة و أنا ألوانها
أنها شمس و أنا دفؤها
أنها حديقة و أنا عطر زهرها
لكن لم يلبث حلمي طويلا
حتى استفقت منه
و أدركت أن حبها سراب
و أن قصور مدينة أحلامي
لا أحد يسكنها و بلا أثاث
فطويت جراحي
و حملت حقيبة أحزاني
و ركبت حسرتي
و دفعت ثمن تذكرة خيبة أملي
و عدت من سفر حلمي
إلى بيت واقعي الدامي
لعلي أنجو بما تبقى مني و من سنيني
من امرأة لم ترحم
لا عذابي و لا حنيني
رغم أنني جعلت
من قسوتها قلبي ينشرح
و من يديها المر عسل
ومن عذابها سعادة
بصبري على عذابها
كما أدركت آن الرياح
لا تسمع سوى هبوبها
و أن الماء لا يحفظ أسماء الأوفياء
و أخيرا
يوم أقبلت مولاتي
أدركت أن قلبي دٌوِن في سجل الوفيات
تاركا آخر الكلمات
إلى من ظننتها حياتي
عمري و يهمها أمري
من كتبتها بأعذب الألحان
و قابلتني بالنسيان.....