أقر أنا المدعيه فرح اعتزالـ الحياهـ
ما اقسى أن تعيش في عالم ليس من نسجك ،علم يصنعك ولا تصنعه أنت
بوعيك أو حتى بخيالك ، لذا قررت اعتزال الحياة إلى عالم من
صنعي أنا حتى ولو كان عالما مجنونا غير معقولا ولكنه عالمي
الخاص الذي أعيش واقعه وخياله ، لذا سأعتزل الحياة
التي سئمت منها ومن أسبابها ، تعبت من ممارستها إلى عالم
أكون فيه ذاتي ولست غيري ، أرتدي وجهي ولا أتقنع بأقنعة
غريبة عني ، أبتسم حينما أريد أن أبتسم وأبكي حينما أشعر
بالبكاء ، فلا يضحك سني في الوقت الذي يبكي فيه قلبي ، انه
عالم صادق أستطيع فيه المواجهة والصراخ بعلو صوتي أمام كل
كاذب ومخادع وقاهر ، فلا يسكتني صوت العقل ولا تهذيب
العقلاء ولا دهاء الأذكياء ، فإذا كان العقل يخرسنا فسأهجر عالم
العقل والعقلاء ، عالم التلون بألف لون ولون ، عالم التقنع بألف
قناع إلى عالم آخر بلون واحد ولغة واحدة هي لغة الضمير
والإحساس والتنزه عن كل زيف أو خداع عالم لايعرف القهر ولا
الظلم ولا الرياء ، قد يكون عالما شبيها بالمدينة الأفلاطونية التي
أرادها افلاطون واعتبره الناس مجنونا ،لانه فقد لغة التواصل
معهم لانه ارتقى عن كل الدنيويات لأنه اراد عالم برئ كعالم
الأطفال لا يتفوهون إلا بما يحسون ولا يضحكون إلا إذا ضحكت
قلوبهم ولا يبكون بدموع الرياء والكذب بل دموع الصدق والألم
الحقيقي
‘انه عالم مبدع حقا والإبداع يكمن في عظمة الإحساس حتى لو
كان صاحبه متصفا بعدم الأهلية كالأطفال او متصفا بالجنون
لان المجنون لايملك غير أحساسه بعدما فقد قدرته على التواصل
مع العقلاء الذين يملكون العقول التي تملي عليهم شروطا
وتصرفاتا معينه وتجعلهم يتسمون بالدهاء والمكر ويعيشون
عوالم من الصراعات والحروب من اجل البقاء على اعتبار
القانون السائد ان الحياة لايستطع ان يعيش فيها إلا القوي الذي
يسحق الضعيف .
فالإنسان منذ مولده وهو مقهورا ومسحوقا
تقهره اسرته بحجة خوفها عليه ويتقهره مدرسته بحجة تعليمه
وتهذيبه وعندما يكبر يقهرة الذل في اللهث وراء لقمة العيش
وتقهره حكومته بحجة المحافظة على نظام الدولة وسلامها فلا
رأيه مسموعا ولا له حق الإختيار أو القرار في امور بلده ، ويظل
هكذا يدور في دائرة مغلقة من قهر إلى قهر ، وياويل من كان
جنسه انثى يصبح قهره مضاعفا في مجتمع جعل الانثى مخلوقا
من الدرجة الثانية ،
يالها من حياة قاسية .... ألا تستحق الإعتزال !!!! ؟
الا تستحق أن نقهرها كما قهرتنا بالهروب منها إلى عالم آخر من
نسجنا نحن ! عالم نعيش فيه بغيبوبة عقلية يتغيب فيها
العقل والألم عن دنيا القهر والرياء والزيف
حتى لو كانت الضريبة ان يشار الينا بإننا مجانين!
عن نفسي احاول أن اصنع عالمي الخاص ومن أجل هذا
قررت أنا المدعيه فرح اعتزال الحياة