ان مستخلص الجنكة يمكن ان يفيد مرضى الخبل بأنواعه بما في ذلك مرض الزهايمر، فهو يزيد من القدرة الوظيفية للمخ بتأثيره على الاستيل كولين وهي مادة كيميائية تسمح للخلايا العصبية المسؤولة عن الذاكرة والتفكير بالتواصل مع بعضها بعضاً.
وقد تجلت فوائد الجنكة في معالجة المراحل المبكرة من مرض الزهايمر من خلال دراستين سريريتين من دراسات التعمية المزدوجة. وهذه من التجارب العيادية يقصد بها قياس فعالية الدواء مقابل الدواء المموّه.
في الدراسة الاولى، تم منح 216 من مرضى الزهايمر او قصور الوظائف العقلية الناجم عن الاصابة بعدة سكتات دماغية صغيرة 240 ملغ من مستخلص الجنكة او الدواء المموه يومياً على مدى اربعة وعشرين اسبوعاً. وقد اشارت البيانات التي حددت عن 136 شخصاً ممن اكملوا الدراسة الى فائدة الجنكة الكبيرة في علاج الخبل بنوعيه.
في دراسة ثانية، نشرت في دورية الجمعية الاميركية الطبية، والتي كانت اول دراسة عيادية تجري على مستخلص الجنكة في الولايات المتحدة، تم اعطاء 202 من مرضى الزهايمر في ستة مراكز بحثية تحت اشراف كلية طب جامعة هارفرد ومعهد نيويورك للبحث الطبي اما 120 ملغ من مستخلص الجنكة او الدواء المموّه على مدى سنة. وقد حسنت الجنكة من الأعراض لدى 64% من الاشخاص الذين تعاطوها بدون اية اثار جانبية. ان محرري هذه الدراسة في الدورية لم يجدوا ان الجنكة عقار معجزة، ولكنهم وجدوا ان استخدامه يفيد، وقد علق احد العلماء ممن شاركوا في الدراسة على ذلك بقوله: ''بينما بدت الآثار متواضعة، فان الجنكة قد قللت من التدهور الادراكي لدى المرضى، وكذلك مظاهر الخبل، كما اقر القائمون على رعاية هؤلاء المرضى، وذلك مقارنة بالمرضى الذين تلقوا الدواء المموه وخاصة مرضى الزهايمر، أما آلية عمل الجنكة فهي غير واضحة، غير انه يفترض ان اثرها يرجع الى الخصائص المضادة للأكسدة التي تملكها. ان جرعة واحدة فقط هي التي خضعت للدراسة، وكانت معدلات الانخفاض مرتفعة لكن المتابعة طويلة المدى سوف تكون ضرورية. ولكن هذا العامل يعتبر اضافة مهمة الى العقاقير التي يعتقد انها تلعب درواً مفيداً لعلاج مرضى الزهايمر.
ونلاحظ هنا ان الجرعة في التجربة الثانية كانت نصف الجرعة في التجربة الاولى، وفي العادة ان تدرس هذه التجارب في حالة كون النتائج مقبولة احصائياً. وربما كانت هناك حاجة الى دراسة لمقارنة النتائج في حال استعمال علاج قديم لبيان افضلية هذا على ذاك.
يعود الاستخدام الطبي للجنكة الى ما يقرب من 5 آلاف سنة في الطب العشبي الصيني، حيث استخدمت لعلاج امراض الجهاز التنفسي، وضعف الذاكرة لدى كبار السن. ويشير الباحثون الى فائدة نبات الجنكة في علاج مرض الزهايمر، وفقدان الذاكرة، والسكتة الدماغية وداء باركنسون. ويمكن استخدام الجنكة لعلاج الاكتئاب بصفة عامة، وذلك من خلال زيادة تدفق الاكسجين في المخ، ويصح ذلك بشكل خاص بالنسبة لكبار السن عند الجمع بين هذا النبات والعقاقير المناسبة، وقد اظهرت بعض التجارب ان الجمع بين الجنكة والزنجبيل يمكن ان يقلل من القلق. ويمكن استخدام الجنكة لعلاج قصور الانتباه لدى البالغين، وهو ذلك الاضطراب الذي يتجلى في النسيان، وعدم القدرة على التركيز. فضلاً عن ذلك، فان النبات يتمتع بمزايا خاصة في تأثيراته على عدة امراض كالماء الازرق، والابيض في العين وداء السكري واعتلال او تلف الشبكية المرتبط به، والنوبات القلبية، اضافة الى فوائده في علاج الضعف الجنسي، وضعف الرغبة الجنسية، وبعض اشكال طنين الاذن، وربما كان للجنكة فوائد في المساعدة على علاج بعض السرطانات وللجنكة على سبيل المثال، القدرة على ابطاء تكون سرطان المبيض عند الجمع بينها وبين عقار سيبسبلاتين (بلاتينول) المستخدم في العلاج الكيميائي. وهناك آثار جانبية للدواء تم رصدها، ولكن هناك مضادات استطباب واضحة، لذلك يستوجب ان يناقش مستخدم الجنكة مع طبيبه اذا كان يتعاطى بعض العلاجات وقبل الاقدام على أي اجراء جراحي.