آنثى تحارب !
[ في بلادي تقف النساء ضد حرية النساء ]
من أقوال الشاعر القدير : نزار قباني ..
- من النادر جداً أن تنصف إمرأة شريكتها المرأة في أي مجال تتفوق أو تتقدم فيه أو
أن تشيد على إبداعها العلمي و ( تفوقها الثقافي ) بينما
أجد الرجل لا يتوانى عن الإعتراف والثناء والإشادة بـ موهبة جليلة تمتلكها أنثى
المجتمعات النسائية أكثر ما يمكن أن يشوهها أو يطغى عليها بشكل ظاهري وملموس
الحقد أو الغيرة من تقدم شريكتها المرأة في شتى مجالات الحياة . . . .
وليت بعض النساء إكتفت عند نقطة الإعراض عن التصفيق والمديح لـ إمرأة ناجحة
بل إن البعض منهن تحاول بشتى سبل التدمير الممكنة إسقاط موهبتها والحد منها
بـ آراء سلبية محبطة .. .. !
وكأنه من المحتم " إسقاط " أعظم وأجل العقوبات النفسية والإنسانية على فكر
أو تميز آنثى استطاعت أن تثبت جدارتها وتحقق ذاتها وتبرز مواهبها إن كانت مهنية وثقافية وأدبية
تراودني الدهشة كثيراً وأصاب بـ خيبة أمل عظيمة حينما أجد ،
بأن أكثر النساء الناجحات في مجتمعنا / في وطني / تقف لهم " صفوف الرجال "
من كافة الطبقات العمرية والثقافية إحتراماً وتقديراً لـ نجاحها وتفوقها على كافة الأصعدة
بينما تتراجع صفوف النساء وتتضاءل لـ مجرد تحفيزها وتشجيعها على الإرتقاء والصمود
في وجه كل العثرات الإجتماعية التي تهدف لإسقاط إسمها
والحد من نجاحها الظاهر والملحوظ للعيان
لا يمكن أن ( ننكر ) بأن بعض تلك العقليات الرجعية الذكورية المتخلفة كانت سبباً
في تأخر إنتشار وحضور وإثبات صوت المرأة وقضاياها ومواهبها
أياً كانت أدبية أو علمية أو ثقافية أو إعلامية وغيرها .. .
ولكنني ومن خلآل تجربتي المتواضعة في الأدب أكاد أجزم
بأن المرأة في مجتمعاتنا الشرقية والخليجية هي ( أول ) عدو يضطهد نجاح قرينتها المرأة
وهي أول من يحاول بشتى السبل الممكنة أو غير الممكنة إسقاطها
والحد من " فكرة إبراز إسمها أو إبداعاتها وإنجازاتها الذاتية " .. ،
ف المرأة الناجحة في مجتمعاتنا محاربة وأكثر ما يثير دهشتي بأن غالبية أعداءُها
غالبية من يحاربوا فكرة إنتشارها وتفوقها هم من " بنات جنسها " الذين ينددون عادةً ب شعارات
ل نيل الحرية الفكرية و نيل المطالب والحقوق التي تفتقدها ( المرأة ) في كافة المجالات
التي تجد ذاتها وتعبر عن مكنوناتها من خلالها في مجتمعاتنا الشرقية .. !
لا يمكن أن نتجاهل بأن بعض العقول الذكورية مازالت تحيا على ركام
ومخلفات الفكر الرجعي الجاهلي والذي قد لا يمت ل الدين أو رواسخه الجليلة ب صلة ،
لكنني أكاد أجزم ب أن عددهم يستحيل أن يفوق عدد النساء
اللواتي يخبئن من ضغينة الحسد أو الغيرة ما يكفي
لـ تشويه أو دثر " صورة آنثى " تفوقهن مكانة وعلماً وثقافةً وإنتشاراً !!
عادةً وفي كل القضايا التي أجد بها وأتلمس الإجحاف الواقع على المرأة من قِبل الرجل
إن كان زوجاً أو أباً أو أخاً أحاول أن أكون نصيرتها بقدر ما تستحق من الإنصاف
وأستل سيوف حرفي دفاعاً عن حقوقها وإنسانيتها المسلوبة المفقودة ، |
ولكنني هنا حاولت أن أكون " منصفة " بقدر ما توجب علي كلمة الحق ،
ب أقلامنا ومقالاتنا الثقافية خاطبنا كثيراً فكر الرجل وعقليته لـ نؤكد له بأن المرأة العربية
قادرة على أن تنجز الكثير وبأن لإبداعات المرأة صوت يعتلي منابر الفكر
ولن تكممه أو تخرسه رواسب أو مخلفات أعراف توأد حريتها وكيانها ..!
فقط هي بحاجة لمن يعزز مواهبها ب الثناء الحسن
والتشجيع الإعلامي والتشجيع الأسري والتشجيع الفردي من قِبل المجتمع كافة
وأجد بأن الرجل الخليجي بات في الأغلب يتطور و يتثقف ويتفاعل في مفهومه لـ ثقافة المرأة
وتفوقها وأجزم بأن الرجل عامةً يحترم ويقدر نجاح وإسم المرأة التي " تفرض " عليه
وعلى كافة مجتمعها إحترامها وتقدير شأنها و فكرها الناضج ورسالتها النبيلة وقيمها الراسخة
ولكننا مازلنا بحاجة لأن نخاطب ( عقلية قرينتها المرأة ) بأن تكف عن السعي لكل السبل القذرة
التي تلجئ من خلالها لإسقاط موهبة شريكتها الأنثى والحد من نجاحها وتفوقها ..
نحن بحاجة لأن نلقنها بأن الموهبة الساطعة ليست بحاجة لأضواء خفية تبرز هويتها
فهي قادرة على أن تفرض ذاتها دون " جهد وجهيد " !!
والموهبة الزائفة مهما جمعت من النجوم اللامعة حولها س تظل مختبئة ومتوارية
[ خلف جنح ظلام الجبن والتيه ] .. ؛
نحن بحاجة لأن نطهر " عقل المرأة " من أدران الضغينة التي تكون دوماً سبباً كفيلاً
لـ تشويه إسم شريكتها المرأة الناجحة ..
نحن بحاجة لأن نبتر ب مقصلة محابرنا المنصفة كل تلك [ الكفوف ]
التي تُعرض عن التصفيق أو التشجيع للمواهب النسائية الحقة
وكل تلك المكائد العظيمة التي تقام مراسيمها على ( نخب شرف أنثى ناجحة)!!
هذا المقآل بقلم الشاعره والكاتبة السعوديه
إحسآس آلنجلآء / نجلآء حسن
فاأرجو عند النقل ذكر اسم الكاتبة ...
................................................
اترك لكم الحوار او التعليق