[color=indigo][b][center]الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
كيف تحصل على محبة الله؟
كيف تنال رضوان الله تبارك وتعالى؟
كيف تكون عبداً لله عز وجل؟
إن أعظم مطلب في الإسلام أن تكون حبيباً لله تعالى، وأن تكون قريباً من الله عز وجل، وأن تكون من أحبابه ومن أوليائه، ولذلك جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأولياء قسمين: المقتصد، والسابق بالخيرات.
ففي الحديث الذي عند البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إليّ عبدي بأحب مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) (1) .
هذا هو حديث الولاية، وقد شرحه الأئمة في كتبهم، وهو من أعظم الأحاديث في الإسلام، وللإمام الشوكاني شرح عجيب عليه في كتاب ( قطر الولي في شرح حديث الولي ).
وقد قسم الله في الحديث المؤمنين قسمين: مقتصد، وسابق بالخيرات.
فالمقتصد: هو الذي يؤدي الفرائض.
والسابق بالخيرات: هو الذي يتقرب بالنوافل إلى الله تبارك وتعالى.
قال تعالى: ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)).
قال ابن تيمية ما معناه: كل هؤلاء الأصناف في الجنة.
وهذه بشرى لنا؛ لأننا نعد أنفسنا من الظالمين لأنفسهم.
قال مسروق لـعائشة رضي الله عنها وأرضاها: [يا أماه من هم السابقون بالخيرات؟
قالت: السابقون بالخيرات: من مضى مع الرسول صلى الله عليه وسلم، والمقتصدون: من لحقوهم أو من تبعوهم بإحسان -أو كما قالت-، والظالم لنفسه أنا وأنت].
هذا تواضع منها رضي الله عنها وأرضاها
إنك إذا أخلصت في عملك لأحد ملوك الدنيا الزائلة، وأديته على أكمل وجه فإنك حين تطلبه شيئاً بسيطاً لا يمكن أن يرد طلبك أو يوصد بابه في وجهك.
فكيف بمن عنده خزائن السموات والأرض، وفي يده قوة الأقوياء، ومُلك الملوك، وسلطان السلاطين، كيف به وهو يعطي من عصاه، وخالف ما أمره، ووقع فيما نهاه، فكيف سيعطي من خاف جانبه، وخشي مقامه، ورهب عذابه؛ إنه لن يرد يديه خائبتين إذا رفعهما ودموع الرجاء تنزل غزيرة منه، ولن يوصد بابه جل في علاه إذا انطرح عبده المرتجف خوفاً منه عند عتباته يرجو رحماته ويخشى عذابه...[/center][/b][/color]